كيف أحمي نفسي من إنجاب طفل توحدي

يُعد التوحد اضطرابًا يؤثر على قدرة الشخص في التواصل، والنقاش، والتفاعل مع الآخرين. ويُسمى باضطراب طيف التوحد (ASD) والذي يؤثر على الأفراد ولكن يختلف من شخص لآخر بدرجات متفاوتة على حسب درجته، وعادةً ما يتواجد مع إعاقات أخرى.
ولعلك الآن تتسائلين كيف أحمي نفسي من إنجاب طفل توحدي وهل يظهر في السونار؟ فإليكِ هذا المقال الذي سيجيب عن هذه التساؤلات التي تدور في ذهنك.
ما الذي يُسبب التوحد؟
أشارت الدراسات أن اضطراب التوحد يرتبط بالتركيب والوظيفة غير الطبيعية للمخ، وحينما يتم الفحص بالأشعة على الأطفال المصابين باضطراب التوحد فإنه يُلاحَظ اختلاف في تركيب المخ عن الأطفال الأصحاء.
لقد تم اكتشاف عدد من النظريات من قِبل بعض الباحثين، حيث يبحث الأطباء عن علاقة بين العوامل الوراثية والمشاكل الطبية.
وقد تؤثر العوامل الأخرىٰ كاضطرابات فترة الحمل والعوامل البيئية مثل العدوى الڤيروسية، وَالاختلال الأيضي، والتعرض للكيماويات البيئية على الجنين فيما يتعلق بالتوحد.

هل مرض التوحد يظهر على السونار؟
إذا كنتِ تتسائلين هل يكتشف مرض التوحد أثناء الحمل أو هل يظهر جنين مصاب بالتوحد في بطن أمه؟.. فـ طبقًا للدراسات التي أُجريت فإن الفحص بالأشعة (السونار) خلال الثلث الثاني من الحمل قد يتمكن من التعرف على العلامات المبكرة من اضطراب طيف التوحد(ASD).
تحدث الفحوصات التشريحية قبل الولادة من الأسبوع ١٨_٢٢ في الحمل والذي يُظهر جنس الجنين إذا أراد الوالدان معرفته، بالإضافة إلى نمو المخ، والوجه، والقلب، والحبل الشوكي، وبقية الأعضاء.
لقد لاحظ الباحثون وجود اختلالات وتغاير في القلب، والكليتين، والرأس في ٣٠% من الأجنة الذين تم تشخيصهم مؤخرًا باضطراب طيف التوحد (ASD)، كما استخدم الأطباء هذه العلامات أثناء الفحص بالسونار ليتمكنوا من تقييم احتمالية أن يولد الطفل باضطراب طيف التوحد.
كيف أحمي جنيني من التوحد؟
لم يتمكن الأطباء من معرفة سبب التوحد بشكل جازم، ولكنهم واثقون أن الجينات الوراثية تلعب الدور الأكبر في أن يولد الطفل مصابًا باضطراب التوحد.
أما في الحالات النادرة، فقد ذكروا الأطباء أنه من الممكن أن يولد الطفل بتشوهات خلقية إذا تعرضت الأم لمواد كيميائية معينة أثناء فترة الحمل.
- على الرغم من أنك لا تستطيع منع أن يكون لديك طفلاً مصابًا باضطراب التوحد، لكنك تستطيع أن تزيد من فرصة أن يكون طفلك صحيًا وذلك من خلال التغيير من نمط حياتك كما يلي:-
- أن يكون نمط الحياة صحيًا مع إجراء الفحوصات بانتظام، وتناول وجبات متوازنة، وممارسة الرياضة، ويكون لديكي اهتمام وعناية جيدة قبل الولادة، وأن تتناولين جميع كل الفيتامينات والمكملات الغذائية الموصى بها من قِبل طبيبك.
- لا تتناولي الأدوية أثناء فترة الحمل دون استشارة طبيبك الخاص، وخصوصًا الأدوية المضادة للتشنجات.
- الامتناع عن شرب الكحوليات.
- ابحثي عن العلاج للحالات الصحية الحالية، فمثلاً إذا تم التشخيص بمرض الاضطرابات الهضمية أو بِيلَةُ الفينيل كيتون (PKU)، فعليكِ اتباع نصيحة الطبيب حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة.
- تأكدي أنه تم تحصينك ضد الحصبة الألمانية (rubella) قبل الحمل، فإن هذا التحصين يمنع حدوث اضطراب التوحد المصاحب بالحصبة الألمانية.
- مراقبة الوزن في حين أن الاهتمام بتناول الطعام الجيد رائعًا، إلا أنه يجب عليكِ أثناء فترة الحمل تجنب تناول القليل من الطعام، أو الأغذية غير الصحية العالية في السكر، والصوديوم، والكوليسترول.
- استشارة الطبيب بانتظام في فترة الحمل خصوصًا عند حدوث اضطرابات جسدية أو أمراض كمرض السكري.
- عدم الإنجاب قبل الـ ٢١ عامًا، حيث أن أفضل وقت للمرأة في الإنجاب هو ما بين الـ ٢١_٤٠ عامًا. حيث أنه تزداد الإصابة باضطراب التوحد بمرور كل عقد ويكون الأعلى في النساء الحوامل فوق الـ ٥٠ عامًا.

كل حمل يكون فريدًا من نوعه ومن المستحيل أن تتجنب كل المخاطر المحتملة للطفل، وبالرغم من ذلك فإنه توجد إجراءات بسيطة تقلل الكثير من الحالات.
ومن المهم أيضاً معرفة أن اضطراب طيف التوحد له علاقة وثيقة بـ الجينات والعوامل الوراثية، فإذا كان أحد الوالدين مصابًا أو أي فرد في العائلة فإن احتمالية الإصابة تزداد بغض النظر عن مدى العناية التي تم إتخاذها في فترة الحمل.