أسباب اضطراب التوحد عند الرضع والأطفال والكبار
يبحث الكثير من المختصين عن أسباب اضطراب التوحد والذي يظهر بشكل مختلف بين الأشخاص وفي مراحل عمرية مختلفة فيمكن أن يصاب الكبير بالتوحد، ويتطور مريض التوحد مع هذه الحالة طوال حياته ويؤثر بشكل كبير على التفاعل الاجتماعي ومهارات الإتصال، وتشير أحدث الأبحاث إلى أن التوحد يمكن أن يتطور من خلال مجموعة من العوامل الوراثية أو البيئية وله أعراض عديدة تظهر في مرحلة الرضاعة أو الطفولة المبكرة.
تعريف طيف التوحد وأشكاله
يمكن تعريف التوحد والذي يطلق عليه أيضاً “اضطراب طيف التوحد ASD” بأنه اضطراب دائم في النمو العصبي يجعل عقل الشخص يعمل بطريقة مختلفة عن الآخرين، ويتم اكتشافه في سن مبكرة وينطوي على كثير من الأعراض ولا يمكن علاجه حيث يؤثر بشكل أساسي على السلوك من حيث صعوبة التفاعل الاجتماعي، وعدم القدرة على إيصال الأفكار والمشاعر، وكذلك الفشل في إقامة علاقات مع الآخرين.
ويشمل اضطراب طيف التوحد(ASD) أربعة حالات مختلفة وهي:
- اضطراب التوحد.
- متلازمة أسبرجر.
- اضطراب النمو الشامل غير محدد خلاف ذلك (PDD-NOS).
- اضطراب الطفولة التفككي.
أسباب مرض التوحد
حتى الآن ليس هناك أسباب معينة للتوحد ولكن وفقاً للأبحاث فإن العوامل الچينية والبيئية والأسباب الوراثية تلعب دوراً كبيراً في زيادة خطر الإصابة بالتوحد.
العوامل الجينية
يأتي اضطراب التوحد نتيجة زيادة الجينات الموروثة والتي تؤدي إلى خطر إصابة الطفل بالتوحد، فهناك ما بين 5 إلى 25 جين مرتبط بشكل أساسي بالتوحد ويساهم العديد منها في زيادة المخاطر، لاسيما إذا كان أحد الوالدين يحمل واحدة أو أكثر من هذه الطفرات الجينية فيمكن أن تنتقل إلى الطفل (حتى لو لم يكن الأب مصاب بالتوحد)، وفي أوقات أخرى تظهر هذه الطفرات الجينية تلقائياً في الجنين، ولكن غالباً هذه التغييرات الجينية لا تعتبر سبب للتوحد في حد ذاتها إلا مع وجود عوامل بيئية، وتظهر كثير من الدراسات أن عمر الأب يؤثر بشكل كبير في إصابة الطفل بالتوحد حيث أن المسنين معرضون لخطر إنجاب طفل مصاب بالتوحد
العوامل البيئية
تظهر الأبحاث أن بعض التأثيرات البيئية يمكن أن تكون من أسباب اضطراب التوحد عند الكبار والأطفال وتؤدي إلى زيادة أو نقص خطر الإصابة بالتوحد خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم قابلية وراثية، ونظراً لأن علم الوراثة لا يفسر بشكل كامل خطر الإصابة بالتوحد أو معدل زيادة الحالات؛ لذلك يتم البحث عن الأسباب البيئية حيث أن السموم والمواد الكيميائية أو العناصر الضارة الأخرى الموجودة في البيئة يمكن أن تحفز تطور التوحد عن طريق اضطراب نمو الدماغ، وتشير الدلائل إلى أنه يمكن تحفيز التوحد عن طريق التعرض للعدوى الفيروسية والمبيدات الحشرية والأدوية مثل الثاليدومايد وحمض الفالبرويك وكذلك أظهرت الدراسات الحديثة أيضاً أن الحرمان من الأكسجين أثناء الولادة وفي حياة الجنين يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالتوحد.
عوامل خارجية
مشاهدة مقاطع الفيديو عبر التلفزيون أو الهاتف الذكي أو الكمبيوتر اللوحي تزيد من خطر ظهور أعراض مشابهة لاضطراب طيف التوحد حيث أن الأطفال الذين يبلغون من العمر عامين والمصابين باضطراب طيف التوحد لديهم خبرة سابقة في استخدام الفيديو أو التلفزيون ويتم مشاهدتهم يومياً لعدة ساعات وبالتالي يمكن القول أن مشاهدة التلفاز تزيد من خطر ظهور أعراض مماثلة للتوحد
أسباب اضطراب التوحد أثناء الحمل
لا توجد أسباب مباشرة للإصابة بالتوحد خلال فترة الحمل ولكن هناك عوامل خطر لمن لديه قابلية وراثية موجودة بالفعل وبالتالي تعتبر من أسباب اضطراب التوحد عند الرضع وهي :
- يمكن أن ينشأ التوحد في رحم الأم في حالة إصابة المرأة الحامل بعدوى مثل (الأنفلونزا أو الالتهاب الرئوي أو التهاب المسالك البولية) فإن الطفل أكثر عرضة لخطر الإصابة باضطرابات طيف التوحد واضطرابات المزاج طوال الحياة.
- يمكن أن تؤدي نوبات الغثيان الشديد أثناء الحمل إلى زيادة خطر الإصابة بالتوحد حيث وجد العلماء أن الأطفال الذين عانت أمهاتهم من غثيان الصباح الحاد أثناء الحمل لديهم خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد بنسبة 53%.
- يعتمد التوحد على خلل في المراحل المبكرة من تطور القشرة الدماغية في وقت تكوين الطفل أو بناء الدماغ أثناء فترة الحمل وهو عبارة عن عملية تتضمن تكوين قشرة من ست طبقات، حيث يوجد مناطق تعطلت في النمو في هذه الطبقات القشرية في معظم الأطفال المصابين بالتوحد.
- تعتبر أمراض المناعة الذاتية أيضاً مؤشر على خطرالإصابة بالتوحد حيث كشفت الأبحاث أن أطفال الأمهات المصابات بأمراض المناعة الذاتية مثل مرض السمنة، والسكري، والتهاب المفاصل الروماتويدي، ومرض الاضطرابات الهضمية، هم أكثر عرضة للإصابة.
- تعرض الأم للمبيدات والملوثات المحمولة جواً، وتناول الأدوية المضادة للصرع أو مضادات الاكتئاب، كما يؤدي التعرض قبل الولادة للحصبة الألمانية أو الفيروس المضخم للخلايا إلى تنشيط الاستجابة المناعية للأم ويمكن أن يزيد بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بالتوحد.
مما سبق نستنتج أنه يمكن أن يصاب الرضيع بالتوحد حيث تبدأ هذه العوامل في التطور خلال فترة الحمل عندما يبدأ نمو دماغ الطفل، وتشير الدراسات أيضاً أن العدوى التي تتطلب رعاية متخصصة في فترة الحمل مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالتوحد والإعاقة الذهنية لدى الأطفال.
كيف يفكر الشخص المصاب بالتوحد؟
الأشخاص المصابون بالتوحد ينتبهون إلى ما يهمهم وبالتالي فإنهم يجدون صعوبة في تحديد ما هو أكثر أهمية في الوقت الحالي ومكان تركيز الانتباه حيث لا يستطيع الأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحد عمل مهمة جديدة قبل إتمام المهمة السابقة
وغالبًا ما يفكر الأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحد بالصور، فهم يتعلمون ويفهمون الأشياء بشكل أفضل عندما يتم توفير المعلومات لهم من خلال الصور أو في شكل مكتوب.
ما هو أصعب أنواع التوحد؟
يعد التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة أحد اضطرابات طيف التوحد (ASD) ويعتبر أشد أشكاله وهناك أيضاً “متلازمة كانر” أو “متلازمة أسبرجر” وهي شائعة أيضاً ويعتبر التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة هو اضطراب تطوري واسع الانتشار يبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة ويتجلى في مجموعة متنوعة من الطرق وغالبًا ما تظهر الأعراض في الأسابيع القليلة الأولى من حياة الطفل.
هل ذوي التوحد يحبون من حولهم
يرى المصابون بالتوحد بيئتهم بشكل مختلف عن الآخرين لذلك
يكون التواصل والتفاعل الاجتماعي صعباً لأنهم يفسرون تعابير الوجه والتواصل غير اللفظي بشكل مختلف، ولكنهم قادرون على الحب تماماً مثل الأشخاص غير المصابين بالتوحد ولكن في كثير من الأحيان لا يظهرون الأمر بالطريقة التي نرغب بها فقد لا يعترفون بحب والديهم لأنهم لا يعرفون كيف يتم التعبير عن الحب، ويجدون صعوبة في إدراك وفهم مشاعرهم ومشاعر الآخرين ولا يستطيعون التعبير بالكلمات عما يشعرون به.
حتى الآن لا تزال أسباب مرض التوحد غامضة ولكنه مرتبط بالعوامل السابقة فقد ثبت أن اضطرابات طيف التوحد (ASD) أو التوحد يحدث في الأشخاص المهيئين وراثياً بعد التعرض للعوامل البيئية وغير المعروفة حتى الآن.
