متى يتكلم طفل التوحد وكيف تجعله ينفذ الأوامر

طفل توحدي يتلعثم بالكلام

طفل التوحد والكلام، كثيرًا ما يرتبط هذين اللفظين ببعضهما، فالكثير من الأطفال المصابون باضطراب التوحد يعانون من مشكلة التواصل اللفظي ويبدأ الوالدين بالتساؤل عن طفل التوحد هل يتكلم ومتى  يبدأ بنطق كلمات بابا وماما وذلك عند اكتشافهم أعراض التوحد في سنين عمر طفلهم الأولى، وسوف نتحدث في هذه المقالة عن متى يتكلم طفل التوحد وكيف تجعل طفل التوحد يتكلم ويبدأ بتنفيذ الأوامر.

طفل التوحد والكلام

التوحد هو حالة عصبية ينتج عنه اضطراب في التواصل الإجتماعي أو اللفظي مع الآخرين، فالاطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد ADS غير قادرين على تفهم شعور الآخرين أو التحاور معهم لفظياً، كما أنهم غير قادرين على التعبير عن شعورهم، كذلك يمكن أن تتأثر قدراتهم عند التعبير عن احتياجاتهم مثل طلب الطعام.
وتشير الإحصاءات إلا أن 40% إلى 25% من الأطفال المصابون بالتوحد غير قادرين على التكلم لكنهم قد يلفظون بعض الكلمات المحددة طوال حياتهم.

متى يتكلم طفل التوحد ؟

في الواقع يبدأ الطفل الطبيعي في التكلم عند عمر 12 إلى 18 شهر، لكن الطفل التوحدي في الغالب تكون لديه مشاكل في التحدث والتواصل ومن الممكن أن يبدأ أولى كلماته عند عمر 36 شهر، لكن ذلك يختلف من طفل لآخر حسب تطور الحالة، ففي بعض الحالات قد يرفض طفل التوحد التحدث على الإطلاق.
وعلى الرغم من أن الطفل التوحدي يبدأ أولى كلماته عند عمر 36 شهراً، لكن نسبة كبيرة منهم قد تصل إلى 45% قادرين على التكلم بسلاسة عند الوصول إلى سن 4 سنوات عند المشاركة في الأنشطة الدراسية أو بحضور جلسات التخاطب أو الطرق التفاعلية الأخرى، كما أن 70% منهم قادرين على تكوين عبارات وجمل واضحة.

أسباب تأخر النطق عند الطفل المصاب بالتوحد

هناك بعض الأسباب التي من شأنها أن تؤخر تعلم الكلام والنطق عند الطفل التوحدي، وهي:

  • الإصابة بتعذر الأداء اللفظي، وهو يكون بسبب خلل في وظائف الدماغ والتي تمنع طفل التوحد من التعبير عن ذاته.
  • لا تلتقط آذانهم طريقة النطق الصحية، بالإضافة إلى أن أعينهم لا تلتقط طريقة حركات الكلام الصحيحة، وهذه هي مهارات التواصل المطلوبة لتعلم الكلام بطريقة صحيحة.
  • تكرار الكلمات بصورة مستمرة (وهذه الحالة تعرف ب Echolalia) والذي يضعف من قدرتهم على تعلم الكلام بطريقة صحيحة.

سمات التوحد المتعلقة بالكلام

بالإضافة إلى تأخر الكلام عند الطفل التوحدي، هناك بعض العلامات الأخرى والتي تدل على تأخر الكلام بسبب التوحد، وهي:

  •  عدم الإستجابة عند مناداته باسمه.
  • كثرة الثرثرة في السنة الأولى من عمره ثم يتوقف بعد ذلك.
  • سريع التعلم والاستجابة بواسطة وسائل التواصل الأخرى مثل الصور أو الألعاب.
  • يكرر بعض الكلمات والعبارات التي يسمعها باستمرار.
  • يردد كلمات مفردة وغيرُ قادر على تكوين جمل مفيدة.
  • يكرر بعض الكلمات الغير مفهومة وينطقها في غير محلها.
  • غير قادر على فهم الإشارات أو الإيماءات.
  • تطوير اللغة عنده بوتيرة متأخرة.

علاج تأخر الكلام مع طفل التوحد

على الرغم من عدم وجود علاج لمرض التوحد بشكل نهائي، لكن هناك بعض الوسائل والطرق التي تساعد طفلك على تعلم الكلام، وتنفيذ الأوامر وحل المشكلة بين طفل التوحد والكلام، لكن كل طفل يختلف عن قرينه، فهناك بعض أطفال التوحد يستجيبون لبعض الطرق والبعض لا تجدي معهم نفعاً، فعليك إختيار الطريقة المناسبة التي تساعد الطفل المصاب بالتوحد على التحدث، ومنها:

  • الغناء للطفل، فالاطفال عموماً يحبون الغناء وبالأخص الطفل المصاب بالتوحد فمن الممكن أن يتحمس الطفل لنطق بعض الكلمات.
  • جلسات التخاطب المنظمة، وهي من أهم الخطوات التي تساعد الطفل على تعلم مهارة التواصل والتحدث.
  • تدليك عضلات الوجه والفكين، ومحاولة جعل الطفل يقلد حركة الشفاه لتعزيز قدرة الطفل على بدء النطق.
  • استخدام بعض الأشياء التي يحبها الطفل مثل بعض الألعاب أو الصور لتحفيزه على النطق ببعض الكلمات.
  • التفاعل الاجتماعي مع الطفل وعدم ترك الطفل في عزلة، بالإضافة إلى الأبتعاد عن الشاشات مثل الهاتف والتلفاز.

كيف تتواصل مع الطفل الذي لا يستطيع التحدث

كما سبق أن ذكرنا أن حوالي 25% من الأطفال المصابين بالتوحد لا يمتلكون القدرة على تعلم التحدث، لكن يمكنهم تعلم أحد هذه الطرق للتواصل مثل تعلم التواصل عبر لغة الإشارة، أو نظام الإتصال بتبادل الصور أو ما يعرف بالاتصال المعزز (Picture exchange communication systems (PECS والذي يكون باستخدام الصور وكلمات تدل على الصور.

الأسئلة الشائعة

هل تأخر الكلام يعني أن الطفل مصاب بالتوحد؟

التأخر في الكلام لا يعني أن الطفل مصاب بالتوحد وحسب، فليس التوحد هو المرض السلوكي الوحيد الذي يؤخر الطفل عن الأداء اللفظي، لكن من الممكن أن يكون الطفل مصاب باضطراب اللغة أو اضطراب ذهني أو عنده إعاقة ذهنية أو فقدان للسمع، لذلك وجب التنبيه على الوالدين سرعة الذهاب إلى طبيب الأطفال لتحديد سبب تأخر طفلهم عن الكلام ليبدأ طفلهم في طرق العلاج مبكراً.

هل طفل التوحد يحب الخروج؟

حب الطفل للخروج يعتمد على درجة التوحد المصاب بها، لكن في العموم طفل التوحد لا يحب الخروج ولا يحب الاندماج مع العالم الخارجي، لكن في المقابل هناك بعض الأطفال التي تحب الخروج مما يجعل آباءهم يعانون من خروج أطفالهم المفاجئ إلى الخارج مما قد يعرض أطفالهم للأذى حيث أن طفل التوحد لا يستطيع حتى تعريف اسمه، مما يجب على الآباء وضع طفلهم تحت الأنظار.

هل طفل التوحد يعرف أباه وأمه؟

العديد من الأباء والأمهات يتساءلون على طفلهم المصاب بالتوحد هل يستطيع التعرف على وجوههم، في الحقيقة أثبتت دراسة أجريت على مجموعة من الأطفال المصابة بالتوحد أن طفل التوحد لا يستطيع التعرف على الوجوه وذلك لأن الدماغ غير قادر على إصدار الأوامر بصورة سليمة للتعرف على الوجود، لكنه في المقابل يمكنه التفرقة والتعرف على الألعاب والأغراض التي يحبها، لكن لا يمكنه التعرف على وجه الأم من وجه أي امرأة غريبة.

ذكرنا في هذه المقالة أن العلاقة بين طفل التوحد والكلام قد تكون متراجعة، وقد يكون تأخر الطفل عن النطق في سنين عمره الأولى إشارة إلى إصابته بالتوحد، لكن يجب التحقق من ذلك لأن التأخر في الكلام ليس هو الوحيد الذي يشير إلى إصابة الطفل بالتوحد، لكن هناك بعض الإشارات مثل عدم إستجابة الطفل لاسمه أو لبعض الإيماءات أو فقد القدرة على التواصل الأجتماعي.
لكن في النهاية في حال قرر طبيب الأطفال إصابة الطفل بالتوحد، يمكنك البدء في العلاج باكرًا ومنح الطفل فرصة أكبر لتعلم النطق، أو تعليم الطفل بعض طرق التواصل الأخرى.

المقالات الأخيرة

كيفية التعامل مع طفل فرط الحركة وتشتت الانتباه

ينبغي التعرف مبكرًا على كيفية التعامل مع طفل فرط الحركة وتشتت الانتباه، حيث يحتاج تعاملًا خاصًا من قِبل الآباء، يتضمنه الاهتمام والرعاية اللازمة، ويحوطه الحب والتقدير، وذلك من أجل مساعدته في التعافي من ذلك الاضطراب، فقد أظهرت عدة دراسات أن الأطفال المصابين يتجاوبون بشكل أو بآخر مع العلاج السلوكي والنفسي شرط أن يتغير تعامل المقربين إلى العكس، فيتحول الجفاء إلى الحب، والإهمال إلى الاهتمام والرعاية، هذا إلى جانب ضرورة فهم الأسرة لطبيعة الاضطراب وسلوكياته والتفريق بينه وبين السلوكيات العامة للطفل العادي، لمساعدة الأطفال على التعافي، وهذا ما نوضحه في السطور التالية، فقط يُرجى متابعة هذا المقال.

اقرأ المزيد

اعراض فرط الحركة عند الكبار والمراهقين

في الواقع تشكل أعراض فرط الحركة عند الكبار والمراهقين تحديًا كبيرًا لدى العديد من الأسر، وذلك خلافًا لأعراض فرط الحركة عند الأطفال، والتي يمكن التحكم فيها بسهولة من خلال اتباع إرشادات سلوكية عدة أو حتى بإعطائهم الأدوية اللازمة، أما الأعراض عند الكبار فيصعب التعامل معها ويصعب توجيههم بشكل صحيح بمفردهم، وهذا قد يتطلب منهم تدخل فوري لعلاجهم في مركز احتواء وهو أفضل مركز لعلاج فرط الحركة وتشتت الانتباه، وفي السطور التالية من مقالنا هذا نسلط الضوء على أهم مسببات تلك الأعراض، وبلا شك نتطرق إلى أبرز الأعراض عند الكبار والمراهقين وكيفية علاجهم بشكل صحيح.

اقرأ المزيد

الالعاب المناسبة لأطفال فرط الحركة

عادةً ما يشتكي الآباء من تصرفات أطفالهم غير المتزنة، ويرمون باللوم عليهم، وعلى الرغم من ذلك قد تكون تلك التصرفات ناتجة عن خلل ما أصابهم وليس لهم أي ذنب فيه على الإطلاق، حيث من المرجح أن تكون تلك السلوكيات ناتجة عن الإصابة باضطراب فرط الحركة، والذي يتسبب في ظهور السلوكيات العنيفة والمتهورة، أو الإصابة بعدم التركيز الشديد، وغير ذلك من الأعراض المصاحبة لذلك الاضطراب، وفي ذلك المقال كان من الأجدر توعية الآباء بهذا الاضطراب، وذكر أهم الألعاب المناسبة لأطفال فرط الحركة، والتي تساهم في إعادة التركيز لديهم، وتوجيه حركتهم فى الاتجاه الصحيح.

اقرأ المزيد