طفل التوحد والمدرسة وكيف يتم التدريس له ؟
هناك الكثير من التساؤلات التي تدور حول طفل التوحد والمدرسة وهل يستطيع الدراسة في المدارس العادية أم لا؛ لأن ذلك يتطلب أن يكون المعلمين على علم تام بطبيعة إعاقته وكيفية التعامل معه، وأيضاً وضعه في مواقف حياتية ملموسة تسمح له باكتساب ثقافة وسلوكيات أقرب ما تكون إلى الطبيعي قدر الإمكان حيث يعتبر التفاعل الاجتماعي مع الآخرين من أكثر الصعوبات التي تواجه التلاميذ المصابين بالتوحد.
طفل التوحد والمدرسة والصعوبات التي يواجها
يمكن للطفل المصاب بالتوحد أن يتعلم ويدرس ولكن ليس بنفس الطريقة التي يتعلم بها الطفل العادي، حيث يحتاج طفل التوحد إلى إتباع طريقة تعليمية منفصلة مقارنة ببقية الفصل فيجب أن تتناسب طريقة التعلم مع مستوى الطفل وطبيعته وقد لا تكون النتائج مثالية كما هو الحال مع أي طفل آخر؛ ولكن يمكن للأطفال المصابين بالتوحد التقدم مهما كان العمر أو المستوى الفكري الخاص بهم؛ وبالتالي يستطيع طفل التوحد الدراسة والتعلم في المدارس ولكن بطرق مختلفة.
الصعوبات
- نقص التواصل والتفاعل الاجتماعي حيث يواجه الطفل مشاكل في التعبير عن احتياجاته ومحادثة أقرانه، وإقامة علاقات مع زملائه في الفصل والمعلمين.
- صعوبة مشاركة الاهتمامات والعواطف والألعاب التخيلية يمكن أن تجعل من الصعب على الطفل الاندماج مع أقرانه في الصف.
- هناك خصوصية أخرى لمرض التوحد تتعلق بالسلوكيات أو الاهتمامات أو الأنشطة المقيدة والمتكررة، حيث يهتم الطفل المصاب بالتوحد بشئ معين دون غيره ولا يعطي الاهتمام بالتفاعل الاجتماعي.
- صعوبة تكيف الطفل مع البيئة المحيطة به وعدم القدرة على التحكم في سلوكه حيث يمكنه عمل حركات متكررة نتيجة موقف صارم.
- الصلابة السلوكية والفكرية في التعامل مع التغييرات الصغيرة والتي يمكن أن يتفاعل معها بشكل غير لائق أيضاً بسبب مهارات الاتصال المحدودة.
- يفهم طفل التوحد بصعوبة ويعاني أيضاً من صعوبة فهم التعليمات الشفوية وصعوبات في الإدراك وذلك هو السبب في أنهم لا يفهمون دائماً ما نحاول نقله إليهم أو تعليمهم فهم يتلقون المعلومات بشكل مختلف.
- صعوبة في أن يرتدي ملابس معينة وذلك لأسباب مختلفة مثل مقاومة تغيير الملابس، أو شدة الحساسية والحاجة إلى اللف وحرية الحركة.
كيف يتم تدريس أطفال التوحد؟
يتمتع جميع الأطفال باحتياجات تعليمية ولكن الأطفال المصابين بالتوحد يحتاجون إلى كثير من التوجيه والدعم الإضافي، فمن الضروري أن تفهم ما يحتاجه الطفل المصاب بالتوحد وكيف يمكنك مساعدته على التعلم بشكل أفضل.
بيئة منظمة
العمل في بيئة منظمة حيث يشعر الأطفال المصابون بالتوحد براحة أكبر عندما تكون بيئة التعلم وخطة الدروس منظمة.
سهولة التواصل
هناك الكثير من تقنيات الاتصال المستخدمة من قبل المعلمين الذين يقومون بتعليم الأطفال المصابين بالتوحد مثل لغة الإشارة للأطفال المصابين بالتوحد ذوي المهارات اللغوية الضعيفة.
الوسائل البصرية
يفهم الأطفال المصابين بالتوحد العالم من حولهم بطريقة أسهل من خلال المعينات البصرية فيجب أن تتضمن خطة الدرس وسائل بصرية ورسومات بسيطة ومقاطع ڤيديو لأنشطة الطلاب المصابين بالتوحد.
الكاريكاتير
تساعد بعض الرسوم الهزلية المصممة للأطفال المصابين بالتوحد على تطوير فهمهم الاجتماعي من خلال التمثيل المرئي لمستويات الاتصال المختلفة مثل التعرف على مشاعر الآخرين بطريقة أكثر واقعية وبالتالي يسهل على الطفل فهمها.
القصص الاجتماعية
تشجيع التفاعلات الاجتماعية حيث يمكن للأطفال المصابين بالتوحد تعلم الكثير من خلال القصص الإجتماعية وعادة ما يتم كتابة القصص بشكل فردي للطفل ويشرحون بالكلمات والصور خطوة بخطوة ما يحدث في موقف الذي يشعرون فيه بعدم الأمان و يوضحون لهم كيفية التعامل.
المسرح ولعب الأدوار
يستجيب بعض الأطفال المصابين بالتوحد بشكل جيد للدراما ولعب الأدوار في مجموعات المهارات الاجتماعية حيث يتعلمون المهارات الاجتماعية مثل التحية والتناوب على التحدث والاستماع في محادثة.
دائرة العلاقات
هي طريقة لتنمية شبكة دعم للطفل في بيئة منظمة وهدفه هو أن يطور الطفل علاقات أوثق وأفضل مع الأطفال الآخرين بمرور الوقت من خلال التعبير عن مشاعره والذي يؤدي إلى تحسين المهارات الاجتماعية.
الصبر والتعامل بلغة مباشرة
إستخدام اللغة المباشرة لأن الطلاب المصابين بالتوحد لا يفهمون المفاهيم المجردة وتعابير الوجه أو اللغة التصويرية، ومنح الطفل بعض الوقت حتى يتمكن من الاستجابة لطلبك.
إتصال بطاقة الصورة (PECS)
يرمز PECS إلى نظام تبادل إتصالات الصور وهو نهج شائع للتواصل مع الأطفال الذين يعانون من صعوبات في الكلام حيث يستخدم المعلمون الصور كرموز لتعليم الطفل تدريجياً وتكوين جمل بسيطة باستخدام الصور والإشارة إلى العنصر الذي يختاره.
التعلم من خلال Teacch
جدول Teacch اليومي هو طريقة شائعة لتوفير بيئة منظمة في المكان والزمان لأطفال التوحد من خلال الوسائل المرئية ويمكن أن يساعد ذلك في تقليل مستويات التوتر لدى الأطفال وتعزيز الفهم.
مساعدة في الوقت غير المنظم
يعاني العديد من الأطفال المصابين بالتوحد من مشكلة في الوقت غير المنظم ولا يتحملون الأصوات العالية ويجدون صعوبة في التفاعل الاجتماعي غير المنظم لذلك يمكن إستخدام مكتبة المدرسة خلال فترة الراحة أو لعب رياضة مناسبة.
المساعدة في الصعوبات الحركية
يعاني بعض الأطفال المصابين بمتلازمة أسبرجر من صعوبات حركية ، والتي يمكن رؤيتها في الرياضة المدرسية أو الكتابة اليدوية، وإذا كانت الصعوبات الحركية شديدة فيمكن التفكير في منح الطفل إجازة من الرياضة المدرسية وإمكانية إستخدام الكمبيوتر المحمول في المدرسة والواجبات المنزلية.
كثير من الأطفال المصابين بالتوحد قدرتهم العقلية عالية للغاية ويمكنهم الالتحاق بالمدارس ومع ذلك غالباً ما تكون العلاقة بين طفل التوحد والمدرسة عامل قلق رئيسي بالنسبة لهم؛ لذلك يحتاج أطفال التوحد إلى معاملة خاصة وروتين يومي ثابت يمنحهم الأمان والقدرة على التعلم.