كيفية علاج الحالات النفسية للأطفال
أنواع الحالات النفسية للأطفالعلامات تدل على إصابة الطفل بحالة نفسيةكيفية علاج الحالات النفسية للأطفال تعتمد الحالة النفسية للطفل على عوامل عدة تتنوع بين طريقة تعامل الأقران معه في المدرسة، التربية الأسرية أو الوالدية، وتأثير وسائل الإعلام خاصة وسائل التواصل الاجتماعي، جميع العوامل المحيطة تؤثر في درجة الحالة النفسية للطفل وعلاجها، في هذا المقال نركز على […]
تعتمد الحالة النفسية للطفل على عوامل عدة تتنوع بين طريقة تعامل الأقران معه في المدرسة، التربية الأسرية أو الوالدية، وتأثير وسائل الإعلام خاصة وسائل التواصل الاجتماعي، جميع العوامل المحيطة تؤثر في درجة الحالة النفسية للطفل وعلاجها، في هذا المقال نركز على كيفية علاج الحالات النفسية للأطفال والسيطرة عليها
لا يمكن إهمال الحالات النفسية للأطفال، فقد أكدت الإحصاءات أن الاضطرابات النفسية عند الأطفال أمر شائع وتصيب نسبة كبيرة منهم تحت سن المراهقة (أقل من 14 عامًا)، ما يجعل الاهتمام بنفسية الطفل وسلوكه أمرًا ضروري للأهل
أنواع الحالات النفسية للأطفال
تتغير الحالة النفسية للطفل بسبب حالة طرأت عليه فأثرت على تفكيره وشعوره ومزاجه وتعامله مع الآخرين، وبناءًا على هذه المؤثرات يلزم منا فهم أنواع الحالات النفسية للأطفال التي تصيب الطفل وتؤثر على سلوكه وحياته بشكل عام
القلق
يمكن اعتبار القلق من المشاعر الطبيعية عند الأطفال بشكل عام، ولكن قد يتطور مفهوم القلق ليصبح حالة نفسية تستدعي العلاج، لأن حالة القلق الشديد قد تؤخر نمو الطفل الذهني والعقلي، وتتعدد أنواع القلق فمنها:
1- قلق الانفصال، وبالذات عن الوالدين أو الأم تحديدا
2- القلق الاجتماعي، وهو خوف الطفل من المواقف الاجتماعية، ويخشى دائما النقد فيلجا عندها إلى الانسحاب من الأنشطة التي يستدعي فيها الظهور
3- القلق الناجم من الخوف، مثل الخوف من الأصوات العالية، ومن الحيوانات أو الحشرات
وتختلف الخطة العلاجية لحالة القلق لدى الأطفال بناءًا على درجة القلق ونوعه وعمر الطفل، وغالبًا ما يقوم الطبيب على:
1- تشجيع الطفل على مواجهة مصادر القلق بالتدريج
2- تقديم خدمات تختص بعلاج أزمة القلق لدى الأطفال مثل خدمة العلاج النفسي في مركز احتواء الطبي
3- قد يحتاج الطفل مضادات القلق أو الأدوية المضادة للاكتئاب أو المزج بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي
فرط الحركة وتشتت الانتباه
وهو من أكثر الحالات النفسية للأطفال انتشارا، وتتمثل في مشاكل نقص الانتباه والنشاط المُفرط أو الذي يفوق الحد الطبيعي والمعتاد بالتزامن مع ظهور عدم القدرة على التركيز أو الانتباه، ويمكن ملاحظته بسهولة والتعامل معه بالطرق العلاجية المتاحة
الاكتئاب
من المؤسف أن الأطفال يصابون أيضا بحالة الاكتئاب في حياتهم تماما كما يحدث مع الكبار، ويؤثر سلبا على ممارستهم للحياة بشكل طبيعي كباقي الأطفال، وله تأثير على سلوكهم وانفعالاتهم وحتى على تركيزهم
الوسواس القهري
حالة نفسية يشعر بها الطفل بأنه مستهدف من قبل الآخرين، ولا يستطيع التفكير بإيجابية بسبب صراع داخلي لديه بوجود خلل في تفكيره أو أنه أخطأ في فعل ما أو لم يصب في ردة فعل في موقف معين، يبقى هذا التفكير مسيطر عليه ومؤثرا على سلوكه بطريقة سلبية
طيف التوحد
قد يبدو على الطفل أعراض طيف التوحد قبل بلوغه أعوامه الثلاث الأولى، وهي تتمثل في الانعزال عن المحيط الاجتماعي بما في ذلك الأبوين، ويرفض العلاقات والتفاعل مع الأقران، وينزعج عند فرض عليه التواصل واللعب
اضطرابات الأكل
تؤثر عوامل خارجية على الحالة النفسية للطفل مما يؤثر على شهيته وتشكل له اضطرابات في الأكل، فيظهر على الطفل خسارة في الوزن بصورة غير مبررة، وعدم الرغبة في تناول الطعام، والشعور بالنقص والخجل الشديد، بالإضافة إلى اضطرابات في الإخراج والتبول اللاإرادي، واضطرابات الكلام والتأتأة، واضطرابات النوم
علامات تدل على إصابة الطفل بحالة نفسية
تفصح الحالات النفسية للأطفال عن نفسها من خلال علامات واضحة تخبر الأهل أن طفلهم يعاني من حالة نفسية معينة، في ظل أن الطفل لا يستطيع التعبير عن الحالة التي يعيشها، هناك علامات تدل على إصابة الطفل بحالة نفسية ويحتاج إلى علاج واستشارة مختص، وأشهر هذه العلامات التي تساعد في تشخيص الحالة النفسية التالي:
أولاً: علامات نفسية
وتتمثل في:
1- الحزن في معظم الأحيان
2- الانطوائية وعدم الرغبة في التفاعل مع الأهل والأقران
3- الخوف غير المبرر وبشكل دائم
4- مشاعر غير اعتيادية وسلوكيات غريبة في الظروف الطبيعية
5- الأرق
6- عدوانية اتجاه الآخرين
7- تغيرات مزاجية سريعة وغير مبررة
عند ملاحظة هذه العلامات ينصح ألا يتردد الأهل في عرض الطفل على مختصين لتقديم خدمة العلاج والدعم النفسي اللازم للطفل
ثانياً: علامات إدراكية
تتمثل في:
1- صعوبات التعلم
2- انخفاض الأداء الأكاديمي دون وجود أسباب عقلية أو صحية واضحة
3- عدم القدرة على تكوين صداقات مع أقرانه
وهذه العلامات يسهل على الوالدين ملاحظتها في سلوك الطفل، وخاصة تحصيله الدراسي الضعيف، وبالتالي ينصح بتقديم طفلهم على مختصين للقيام بالدعم الأكاديمي له
ثالثا: العلامات الجسدية
وتتمثل في:
1- ظهور أعراض جسدية على الرغم من عدم وجود مشاكل صحية
2- اضطرابات الأكل
3- فقدان الوزن
4- الشعور بآلام مختلفة في الجسد بدون أي مسببات جسدية مثل آلام في البطن، الصداع، آلام في العضلات والمفاصل
ويمكن التدخل المبكر عند ظهور هذه العلامات وعرض الطفل على برامج تساعده على تخطي هذه الأزمة مثل برنامج الحواس السبع للتدخل المبكر
وبالطبع، نحن نتحدث عن تكرار واستمرار ظهور هذه العلامات على الطفل، ولا يعني بالضرورة وجود أحدها لدى الطفل أن الطفل يعاني من مشكلة نفسية، بل حين استمرار هذه الأعراض لفترات طويلة وبشكل ملحوظ يؤثر في سلوك الطفل وعاداته، وهذا يستدعي من الأهل استشارة طبيب نفسي بشكل سريع
كيفية علاج الحالات النفسية للأطفال
هناك العديد من الطرق والبرامج التي يعتمد عليها أخصائيو العلاج النفسي، مثل برامج الدعم المدرسي وبرنامج الحواس السبع للتدخل المبكر الذي يقدمه مركز احتواء الطبي ، ومن أهم طرق علاج الحالات النفسية للأطفال نذكر:
أولاً: العلاج الأسري
تبدأ أولى خطوات العلاج النفسي للطفل من البيت والأسرة، على الوالدين مراجعة السلوك اليومي لهما أمام طفلهم، وتجنب افتعال المشكلات او النزاعات بينهما في وجود أطفالهم
هذا من جانب، ومن جانب آخر يبدأ الأهل في متابعة سلوك طفلهم وحركاته وصحته النفسية والعقلية والجسدية، والبحث عن مسببات أي تغير في سلوكه والعمل على علاجها أو إبعاد طفلهم عنها
ثانياً: العلاج السلوكي المعرفي
هذا العلاج مناسب في علاج الحالات النفسية للأطفال في سن المراهقة، الذين يعانون من الاكتئاب والضغوطات والإحباط
عادة ما يستخدم هذا العلاج الطرق التربوية لتحفيز التفكير الإيجابي، وتعزيز المهارات الاجتماعية للمساعدة في التفاعل مع المحيط
كما يعتمد هذا النوع من العلاج على تمارين الاسترخاء والتأمل، ويمكن أن يتم هذا العلاج لشخص واحد مع مدرّب، أو لمجموعة من الأطفال يتفاعلون مع بعضهم البعض ويتعلمون طرق إدارة المواقف الاجتماعية والتعامل مع المشاكل المحيطة بهم، كما يقدم برنامج الدعم المدرسي في مركز احتواء الطبي
ثالثاً: أسلوب العلاج باللعب
طريقة علاج مميزة للأطفال الذين يعانون من القلق والعزلة وكذلك مع الأطفال الذين يعانون من فرط النشاط، مبدأ العلاج باللعب يقوم على دفع الطفل على المشاركة في لعبة معينة، ومراقبة كيفية تعامله معها سواء بعنف أو برفق، كما يتم ملاحظة طريقة اللعب ومدى التزامه بالقوانين واحترام الدور
رابعاً: العلاج بواسطة الفنون
تساهم الفنون لا سيما الرسم والتمثيل والغناء في تفريغ الطاقة السلبية التي يعاني منها الطفل، كما أن لها دور مهم في منح الطفل فرصة في التعبير عن الأفكار التي تدور في ذهنه والصراعات الداخلية وإيصال رأيه من دون الشعور بالخوف أو الحرج
أسلوب العلاج بواسطة الفنون من أكثر أساليب علاج الحالات النفسية للأطفال نجاحاً، لأنه يستخدم في التشخيص والعلاج على حد السواء، ويسمح للطفل بنقل ما يشعر به دون تدخل طرف خارجي كمدرب أو طبيب نفسي، ويمكن للمعالج أن يفهم ما يحتاجه الطفل المصاب بالحالة النفسية من علاج من خلال ما نقله له في رسوماته أو غنائه أو أي من الأعمال الفنية التي صنعها
ويقدم مركز احتواء الطبي برنامج مسرح المشاعر الذي يساهم في علاج الحالات النفسية للأطفال من خلال مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تساعد الطفل في التعبير عن مشاعره وتنقله من التعب والكبت إلى النشاط والصحة النفسية