من هو طفل التوحد؟
من المهم أن تدرك الأسرة أن طفل التوحد يختلف في طريقة إدراكه للعالم من حوله، وهذا الفهم يساعد الأهل على التعامل معه بصبر ومرونة. ومن أبرز السمات التي قد تظهر عليه:
صعوبات التواصل: قد يجد الطفل صعوبة في التعبير عن نفسه بالكلمات، أو في فهم ما يقوله الآخرون. أحيانًا يفضل استخدام الإشارات أو الصور بدلاً من الكلام، وقد لا يحافظ على التواصل البصري بشكل مستمر.
الحساسية الزائدة للأصوات أو اللمس: بعض الأطفال قد ينزعجون من الأصوات العالية أو من الإضاءة القوية، كما قد يرفضون العناق أو بعض أنواع الملابس بسبب حساسيتهم المفرطة للمس.
أنماط السلوك المتكررة: من الشائع أن يقوم الطفل بتكرار حركات معينة مثل هز اليدين أو ترتيب الألعاب بطريقة محددة. هذه السلوكيات تمنحه شعورًا بالراحة والأمان، حتى وإن بدت غريبة للآخرين.
كيفية التعامل مع طفل التوحد في المنزل
يكافح الوالدين لمعرفة أفضل طريقة للتعامل مع الطفل التوحدي في المنزل وكيفية مواجهة سلوكه بطريقة صحيحة والتحكم في تصرفاته ورغباته لذلك نقدم لكم بعض النصائح التي يمكن أن تجعل الحياة المنزلية اليومية أسهل لك ولطفلك.
عمل روتين يومي
من الضروري الالتزام بروتين منظم حيث يميل الأطفال المصابون بالتوحد إلى إتباع روتين منظم للغاية. إفعل ذلك من خلال وضع جدول بأوقات منتظمة للأكل والعلاج والمدرسة وإذا كان هناك تغيير حتمي في أي خطة فيجب تنبيه الطفل مسبقاً.
الاستعانة ببرنامج الصور
يمكن للوالدين الاستعانة بالصور لتنظيم حياة الطفل المصاب بالتوحد وذلك من خلال مساعدته على القيام بالأنشطة المختلفة التي يتعين عليه القيام بها خلال يومه عن طريق الصور، حيث يعاني القليل من المصابين بالتوحد من صعوبة في تطبيق الأنشطة اليومية.
التواصل البصري واللفظي
كلمه بهدوء وبجمل قصيرة واضحة، وحاول تستخدم صور أو إشارات لتوصيل المعلومة.
اللعب كوسيلة تعليم
الألعاب التعليمية والحسية (زي المكعبات أو الرمل) تساعده على تنمية مهاراته.
كن صبوراً
في بعض الأحيان هناك صعوبة في فهم سلوك طفلك لذلك عليك الصبر، يمكن أن يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يدرك الطفل أن سلوكه يجب أن يتوقف؛ لذلك لا تصرخ في وجه طفلك لأن ذلك يمكن أن يزعجه ويضايقه مما قد يؤدي إلى سلوك غير لائق لذلك من المهم أن تظل هادئاً.
إكتشف شخصية طفلك
إفهم جيداً ما يؤثر على طفلك (ما الذي يدفعه لعمل سلوك غير مرغوب فيه أو سبب الاستجابة الايجابية لموقف معين) ما هو المخيف أو السيئ بالنسبة له وما هو اللطيف أو المريح؛ فإذا فهمت ما الذي يؤثر على طفلك فستصبح أفضل في حل المشكلات تجنب المواقف السلبية، في حالة السلوك السيئ يجب عليك معرفة سبب السلوك حتى يمكنك منعه أو تغيره بطريقة مناسبة حيث أن المفاتيح الرئيسية لمعرفة سبب تصرفات طفلك هي لتجنب موقف معين أو رغبة الطفل المزيد من الإهتمام.
الهدوء وتخفيف المشتتات
وفّر له مكان هادئ بعيد عن الضوضاء العالية، وحاول تقلل الأصوات أو الإضاءات القوية.
إتبع نفس سلوك المعالج
يحاول طفل التوحد تطبيق ما تعلمه على الآخرين خاصة المنزل، لذلك يمكنك إتباع نفس طريقة المعالج في المنزل لتعميم التعلم فمن المهم أن تكون منظم في كيفية تفاعلك مع طفلك والتعامل معه.
مقياس وطريقة العقاب
يجب أن توصل للطفل أن العقاب يكون نتيجة لسلوكه السيئ ويجب أن تكون العقوبة مناسبة للخطأ وضع في الإعتبار أنه لا يوجد حل بعينه لجميع مشاكلهم السلوكية، حيث أن الاضطراب يختلف من طفل لآخر لذلك يجب عليك التمييز بينهم بشكل مختلف حسب الطفل وحسب خطورة السلوك ولا يجوز ضرب طفل التوحد لأنه يميل إلى الغضب بسرعة ويعتبر العنف وسيلة لهم للتنفيس عن إحباطهم ورد الفعل الحاد على السلوك العنيف يمكن أن يأتي بنتيجة عكسية.
عمل نظام للمكافآت
عليك مكافأة طفلك وتهنئته على سلوكه الجيد كما هو الحال مع العقوبة حيث يحتاج طفلك إلى فهم النتيجة المباشرة للسلوك المناسب مما يؤدي إلى خلق تغيير سلوكي يمكن أن يساعد في تهذيب الطفل ويمكنك استخدام الأنشطة المفضلة لمكافأة الطفل على السلوك الجيد أو لإيقاف السلوك غير اللائق.

قوة الأهل سرّ نجاح طفل التوحد
رعاية طفل التوحد قد تشكّل تحديًا كبيرًا على المستوى النفسي والعاطفي للوالدين، لذلك من الضروري الانتباه لصحتهم النفسية حتى يتمكنوا من تقديم الدعم المناسب لطفلهم.
-
كيف يتعامل الأهل مع الضغوط:
التوتر والقلق أمر طبيعي، لكن من المهم أن يتعلم الوالدان أساليب التخفيف من الضغوط مثل ممارسة الرياضة، تخصيص وقت للراحة، أو مشاركة المشاعر مع شخص موثوق. -
أهمية الصبر والدعم النفسي:
التعامل مع طفل التوحد يحتاج إلى صبر طويل، وعدم استعجال النتائج. الدعم النفسي سواء من الأسرة أو الأصدقاء يساعد الوالدين على الاستمرار بقوة وإيجابية. -
البحث عن مجموعات دعم أو مختصين:
الانضمام إلى مجموعات دعم لأسر لديها أطفال توحديين يمنح الوالدين فرصة لتبادل التجارب والخبرات. كما أن استشارة الأطباء والمعالجين النفسيين يخفف من الأعباء ويزوّد الأسرة باستراتيجيات عملية للتعامل.



التعامل مع أنواع أطفال التوحد
التعامل مع طفل التوحد العنيد
الطفل العنيد هو الذي يعارض كل شيئ دائماً وبالنسبة للأطفال المصابين بالتوحد يكون العناد نتيجة رفض سلوك معين لا يحبه أو لا يرغب في فعله ويمكنك التعامل مع طفل التوحد العنيد عن طريق:
- عليك أن تسبق الفعل وتكون مرن في تقبل سلوك الطفل ومعرفة الأسباب المؤدية للسلوك المعارض للتحكم في الموقف.
- تجنب قول الطلب بصورة صريحة ولكن عليك إتباع طريقة التحايل لتشعر الطفل أنه يتحكم في الأمر.
- يمكنك دمج أي أمر تريده في جدول الروتين الخاص بالطفل.
- وفر للطفل أكثر من خيار لسهولة التحكم في الموقف والشعور بالاستقلالية.
الأطفال ذوو القدرات العالية (التوحد الوظيفي العالي):
- يحتاجون إلى تدريب على مهارات التواصل الاجتماعي.
- يمكن إشراكهم في أنشطة تعليمية متقدمة تناسب قدراتهم.
- إعطاؤهم مسؤوليات بسيطة يعزز ثقتهم بأنفسهم.
الأطفال ذوو القدرات المتوسطة:
- يحتاجون إلى مزيج من التدريب التعليمي والسلوكي.
- استخدام الوسائل البصرية (صور، بطاقات) يساعدهم على الفهم.
- تقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات صغيرة يسهل عليهم الإنجاز.
الأطفال ذوو الاحتياجات الشديدة:
- يحتاجون إلى رعاية مكثفة وصبر أكبر.
- التركيز على المهارات الأساسية مثل الأكل واللبس والاعتناء بالنفس.
- الاستعانة بجلسات علاج نطق وعلاج وظيفي تحت إشراف مختصين.
الخاتمة
في الختام، يمكن القول إن التعامل مع طفل التوحد داخل المنزل يتطلب تفهمًا وصبرًا ومرونة من جميع أفراد الأسرة. فالروتين الثابت، والتواصل الواضح، والتشجيع الإيجابي، جميعها عوامل تساعد الطفل على النمو والتطور بشكل أفضل.
- تذكّر أن توفير بيئة هادئة، وتشجيع السلوكيات الإيجابية، ومساندة الطفل بالحب والقبول هي خطوات أساسية في رحلته.
- دعم الأطباء والمعالجين (مثل أخصائي النطق والعلاج السلوكي) يفتح للأهل أبوابًا جديدة لفهم احتياجات طفلهم، ويوفر لهم استراتيجيات عملية للتعامل اليومي.
- نشر الثقافة الصحيحة عن التوحد في المجتمع يخفف من الوصمة الاجتماعية، ويزيد من فرص دمج الأطفال في المدارس والأنشطة، مما ينعكس إيجابًا على مستقبلهم.


